ترجمة : إقبال عبيد
كتابة : فيكتوريا سوس
بينما يرى شوبنهاور في المعاناة لعنةً ينبغي الهروب منها، يرى نيتشه فيها وقودًا للارتقاء.
هل الحياة عبءٌ ينوء به الوجدان، أم أنها مغامرة تستحق خوضها بكل ما فيها من وجعٍ واكتمال؟ اختلف نيتشه وشوبنهاور جذريًّا في نظرتهما إلى الوجود وطبيعة الألم الإنساني. فشوبنهاور، المتشائم حتى النخاع، اعتبر أن الحياة تتأسّس على الألم، وأن أقصى ما يستطيع الإنسان فعله هو الانكفاء عنها، والتخفّف من أعبائها بالتأمل والاعتزال. أما نيتشه، فقد واجه الألم بعين أخرى؛ كان يرى فيه محكًّا للخلق، ومحرّكًا لإرادة القوة، وفرصةً لصوغ الذات من رماد التجربة. "ما لا يقتلني، يجعلني أقوى" — بهذه العبارة الشهيرة لخّص نيتشه موقفه من العذاب والافتتان به.
فلنغُص الآن في عوالمهما المتباينة، ونستكشف كيف يمكن للمعاناة أن تكون سجنًا عند أحدهما، وسُلّمًا نحو التجلّي عند الآخر.
تشاؤم شوبنهاور: الوجود بوصفه معاناة لا تنقضي
تخيّلْ الحياةَ كأنّها سلسلة لا تنتهي من الرغبات المتجددة؛ تنال إحداها فتُستبدل بأخرى، وهكذا دواليك في دوامة لا تعرف الاكتمال. هذه هي الرؤية التي اقترحها آرثر شوبنهاور للوجود: رغبةٌ تولّد رغبة، وألمٌ يلد ألمًا.
في قلب فلسفته تكمن "الإرادة" – تلك القوة العمياء، اللاعقلانية، التي تسري في عروق الكائنات جميعًا. نَحسب أننا نختار، نُفكر، نُقرر... لكن الحقيقة أن هذه الإرادة العاتية هي من يُحرّكنا، تُحركنا دون أن تُشبَع، وتُبقينا أسرى لأملٍ يتبدّد، وحاجةٍ لا تهدأ.
المعاناة، عند شوبنهاور، ليست طارئًا أو عرضًا جانبيًا، بل هي جوهر الوجود الإنساني ذاته. قد يمر بنا لحظ فرح، ولكنها ليست إلا ومضات عابرة، محطات استراحة وسط صحراء من الألم. في أفضل الأحوال، تكون السعادة مجرّد غياب مؤقّت للمعاناة، لا أكثر.
تأمّل الجوع: تأكل فتمتلئ وتشعر بالرضا، لكن سرعان ما يعود الألم. ذلك هو نموذج الرغبة، سواء أكانت في الحب، أو المجد، أو الأمان. كلها تُفضي في نهاية المطاف إلى خيبةٍ أو وهم. وهكذا، تصبح الحياة تمرينًا متكررًا على الإحباط، ودورةً لا نهاية لها من الطلب والانكسار.
كيف السبيل إلى التحرر من هذا الجحيم الهادئ؟ يقترح شوبنهاور ثلاث سبل للهروب المؤقت:
الزهد: التخلي عن الرغبات، كما يفعل الزهاد والرهبان في التقاليد الشرقية، نأيًا عن نيران الإرادة.
الفن والموسيقى: الغرق في الجمال، نسيان الذات والانفصال المؤقت عن دائرة العذاب.
التعاطف: حين يُدرِك الإنسان أن الجميع يُكابد، يصبح الميل للرحمة فعلًا مناهضًا للإرادة، وموقفًا وجوديًا مضادًا للألم العام.
يشبه هذا التصور إلى حدّ بعيد النيرفانا البوذية، ذلك العبور الصامت إلى الضفة التي تنطفئ فيها الرغبة. ويوازي، في بعض جوانبه، ما نادى به الرواقيون، من دعوة إلى اللامبالاة إزاء ما لا نملك، والتشبث بالفضيلة وحدها.
لكن شوبنهاور، بخلافهم، لا يُقدّم عزاءً أو تبشيرًا بالطمأنينة. لا يدعونا لنكون سعداء، بل لنفهم لماذا لا يمكننا أن نكون كذلك. فلسفته ليست بحثًا عن الخلاص، بل مرآة تُجبرنا على تأمل المعاناة كما هي، دون مواربة، ودون أمل كاذب.
نيتشه والتوكيد الوجودي: الحياة بوصفها إرادةً للقوة
بينما آثر شوبنهاور الانسحاب من جحيم المعاناة، كان نيتشه يراها ساحة اختبار وتجلٍّ. فالألم، في عينه، ليس شرًّا يجب اجتنابه، بل هو ضرورة وجودية لا تكتمل الذات إلا بتجاوزها.
يُقاسي الرياضي ألمًا جسديًّا حادًّا، ومع ذلك يُكمل السباق شغفًا بالنصر. ويغوص الفنان في أعمق أوجاعه لينسج من الحزن جمالًا خالدًا. في مثل هذه الأمثلة رأى نيتشه قيمة الألم: هو السبيل إلى الارتقاء، والشرط الخفي لكل تحوّلٍ عظيم. وحدهم من عبروا الجحيم، يستطيعون إعادة خلق أنفسهم.
لم يدعُ نيتشه إلى الزهد ولا إلى إنكار الحياة. لكنه رفض أيضًا الخداع الذي تُروّج له الأخلاق المريحة والمثالية الزائفة. لم يكن هدفه تزويق الواقع، بل مواجهته كما هو، بكل قسوته وسوداويته، ثم العثور على طريقة لصياغة المعنى من داخله. وكان يرى في الفن العظيم أعظم تجلٍ لهذا التحدي: أن نُحوّل القبح إلى شيء يُجعل الحياة، رغم كل شيء، جديرة بأن تُعاش.
وصف نيتشه فلسفة شوبنهاور بالسلبية والانسحاب. فالحياة، عنده، لا تُواجه بالتقشّف ولا بالعزلة، بل بالمشاركة الكاملة: أن نحضر بكل كياننا، أن نُعاني، أن نُقاوم، وأن نُعيد تعريف أنفسنا من رماد السقوط.
لقد طرح نيتشه سؤالًا وجوديًّا صارمًا: هل تُريد أن تفرّ من المعاناة، أم أن تتقنها؟
جوابه لم يكن مجرد فكرة، بل دعوة إلى أسلوب حياة: من أراد أن يحيا حياةً ذات معنى، فعليه أن يتقبّل الألم لا كمصيبة، بل كأستاذ؛ لا كحاجز، بل كجسر.
الأخلاق ومأزق الرحمة: شوبنهاور ونيتشه في ميزان الشفقة
حين يتعلّق الأمر بالأخلاق، لم يتردد شوبنهاور في إعلان مبدأه الأسمى: الرحمة — تلك التي سمّاها ميتليد (Mitleid)، أو المشاركة الشعورية في ألم الآخر. في نظره، الرحمة ليست فضيلة ثانوية، بل هي الركيزة الوحيدة التي تجعل للحياة الإنسانية معنًى أخلاقيًّا. أن تكون إنسانًا صالحًا، يعني ببساطة: أن تشعر بالآخرين، وأن تُخفّف عنهم.
ذلك أن العالم، في غياب هذه العاطفة، سيتحوّل إلى ساحة صراع أنانيّ بحت. وإذا ركّز كل فرد على مصلحته وحدها، فلن يمدّ أحدٌ يد العون، وسينتهي بنا المطاف إلى جحيم جماعي من البؤس والتنازع. أما حين ندخل في علاقة رحيمة مع الآخر، فإننا لا نُخفف من وطأة معاناته فحسب، بل نُخفف عن أنفسنا أيضًا، لأن الألم حين يُقتسم، يقلّ حضوره.
هذه الرؤية، المُشبعة بروح الشفقة، تتقاطع بشكل لافت مع الأخلاق البوذية، وهو أمر أسعد شوبنهاور، العارف المتعمّق بالفكر الشرقي، رغم أنه ربما لم يكن ليُسرّ كثيرًا لو أُخبِر بأن أفكاره ذاتها لا تخلو من التكرار والانتحال من حكمة الهند القديمة.
في الطرف المقابل، جاء نيتشه ليقلب الطاولة على هذا التصور برمّته.
ففي عينه، كانت الرحمة ضربًا من الضعف المقنّع، ومظهرًا من مظاهر ما أسماه بـ"أخلاق العبيد". ربط نيتشه بين مفهوم الشفقة والمسيحية، واعتبر أن الدين روّج لأخلاق تُعلي من شأن المساكين والضعفاء، وتحُث على الشفقة كقيمة مطلقة. وهذا في رأيه شكلٌ من أشكال الابتزاز الأخلاقي، وترويض لإرادة القوة.
لم يُرِد نيتشه من الإنسان أن يُشفق، بل أن يتجاوز نفسه، أن يُلهم ذاته والآخرين ليرتقوا لا بالبكاء على الضعف، بل بصياغة القوة من داخله. شعاره كان: "اصبحْ ما أنت عليه!" — لا تكن ظلًّا يُبكي على ظلال الآخرين، بل كُن نارًا تصهر كل قيدٍ وتنهض.
وما بين هذين الموقفين المتناقضين، يتكرر اليوم السؤال نفسه وإنْ بلغة العصر:
هل ينبغي للسياسات الحديثة أن تسعى لتحسين أوضاع المهمّشين، من منطلق إنسانيّ شوبنهاوريّ؟
أم تُشجّع – كما يحبّذ نيتشه – ثقافة الإنجاز والتفوّق الفرديّ، حيث البقاء للأقوى، لا للأكثر حاجة؟
يبقى هذا السؤال معلقًا في فضاء الأخلاق والسياسة، يتردد صداه في صالات النقاش وكتب التنمية الذاتية، كما في عمق الضمير الإنساني الذي ما يزال حائرًا: بين عين تبكي، ويد تصنع.
الفن ودور الجماليات: بين الهروب والمجابهة
لم يكن الفن عند شوبنهاور زينةً للعالم أو ترفًا ذوقيًا، بل مهربًا مُقدّسًا من جحيم الإرادة. في عالمٍ تحكمه رغبات لا تشبع، كان الفن هو النافذة التي نطل منها على السكون، على ما هو أبعد من التوق، وأعمق من الحاجة. ليس الجمال مجرّد متعة حسّية، بل هو لحظة تحرّر من نير الإرادة، فسحة من الصفاء تتوقّف فيها دوّامة الألم عن الدوران.
وحين ننغمس في سيمفونية لبيتهوفن، أو نقرأ بيتًا شعريًّا، أو نتأمل لوحةً تُمسك بالزمن، فإننا – في نظر شوبنهاور – نلامس جوهرًا خفيًّا للعالم، نختبر حقيقة أعمق من انشغالاتنا اليومية ورغباتنا اللاهثة. وقد رأى في الموسيقى، تحديدًا، الفن الأسمى، لأنها تُعبّر عن الإرادة ذاتها دون أن تقيّدها بالمفاهيم أو الصور. ولهذا أحبّ بيتهوفن، الذي اعتبره نبيًّا للارتقاء بالعقل البشري خارج مدار الشقاء.
أما نيتشه، فكانت له رؤية أخرى، رؤية تشبه تحديق النسر في الشمس.
الفن، عنده، ليس ملاذًا للهروب، بل مسرحًا للمجابهة. لا يهدف إلى تهدئة الألم أو تنويمه، بل إلى احتضانه، فهمه، وتمجيده. ففي نظر نيتشه، الفن الحقيقي لا يُسكّن جراحنا، بل يُعلّمنا كيف نرقص معها. هو قناعٌ يرتديه الرعب، فيتحوّل إلى مظهر من مظاهر القوة.
أحبّ نيتشه المأساة اليونانية، لا لأنها تمنحنا عزاءً، بل لأنها تُجبرنا على النظر في عين الكارثة دون أن نطرف. المأساة لا تُقدّم الخلاص، بل دروسًا في الجرأة. وهي لا تُنكر المعاناة، بل تُعيد تأويلها بوصفها مادة أولى لصناعة البطولة.
وفي أعمال ريتشارد فاغنر – خصوصًا أوبراته الأولى – وجد نيتشه صدىً لرؤيته: موسيقى تمور بالقوة، تنبض بالصراع، تحتفي بالشغف الإنساني في أبهى لحظاته. كانت هذه الأوبرات، بالنسبة له، تجسيدًا خالصًا لإرادة القوة، لا كمبدأ فلسفي فحسب، بل كتجربةٍ جمالية متكاملة.
ويبقى السؤال قائمًا:
هل يُفترض بالفن أن يُهدّئ روعنا، ويمنحنا عزاءً مؤقتًا – كما أراد شوبنهاور؟
أم أنه مدعوّ لتحويل معاناتنا إلى ملحمة، كما بشّر نيتشه؟
لا تزال هذه الرؤيتان تُؤثّران في كل تجربة جمالية نعيشها اليوم:
في القصيدة التي تُعزّينا، واللوحة التي تُربكنا، والموسيقى التي توقظ الوحش فينا.
السؤال الجوهري: أَنحتضن الحياة أم ننسحب منها؟
في قلب الجدال بين نيتشه وشوبنهاور، يلوح سؤال بسيط في ظاهره، عميق في دلالته:
هل خُلقنا لنتقبّل الحياة ونواجهها، أم لننأى بأنفسنا عنها ونتحرر من أسرها؟
بالنسبة لشوبنهاور، الحياة عبءٌ ثقيل، مشبعٌ بالمعاناة والرغبات التي لا تُطاق. والرجل المستنير، كما يراه، لا يحارب هذا الواقع، بل ينسحب منه. لا باليأس، بل بالزهد الواعي. فكلما ازداد فهم الإنسان لطبيعة الوجود، أدرك أن الخلاص لا يكون بالمزيد من السعي، بل بالتحرر من شباك الإرادة.
ولهذا وجد شوبنهاور ضالّته في المتصوّفين والرهبان، أولئك الذين تنكّروا لملذّات العالم، وعاشوا في عزلةٍ تأملية تُعيد للروح صفاءها. لم يكن الوجود في نظره شيئًا ينبغي الانتصار عليه، بل شيئًا يجب التخلّص منه، كحلم ثقيل آن له أن ينقشع.
أما نيتشه، فكان من طينة أخرى.
رفض هذا الانسحاب رفضًا قاطعًا، واعتبره هزيمة أخلاقية ووجودية. فالحياة، بكل ما تحمله من ألم وفوضى، ليست لعنة، بل فرصة للارتقاء. النضال فيها ليس عبئًا، بل اختبارًا للقوة، وميدانًا لصياغة الذات.
وفي محاولة جذرية لاختبار مدى حبّنا للحياة، ابتكر نيتشه فكرته الصادمة:
"العود الأبدي" – تخيّل أن تعيش حياتك، بكل تفاصيلها، مرةً بعد مرة، إلى الأبد... هل ستُحبها؟
إن كانت الإجابة لا، فذلك – في رأيه – دليل على أن ثمة شيئًا في حياتك يحتاج إلى إعادة بناء، وأن وجودك الحالي لم يرقَ بعد لمستوى الإيجاب المطلق.
وهنا يتجلّى جوهر الخلاف بينهما:
شوبنهاور: السلام في الانفصال، والحكمة في كبح الرغبة، والخلاص في التجاوز الصامت للوجود.
نيتشه: المجد في السعي، والقوة في المواجهة، والخلاص في إعادة خلق الحياة حتى تُحبّ أن تحياها إلى الأبد.
فأيُّ درب نختار؟
أن نُغلق الأبواب ونغرق في صمت الزهد، أم أن نفتح صدورنا للعاصفة ونصرخ: "نعم!" لهذه الحياة، رغم كل ما فيها؟
هذه هي المعضلة النهائية التي لم تُحسم بعد، والتي تُلقي بثقلها على كل من سعى إلى فهم معنى أن يكون إنسانًا.
الإرث والتأثير: من الذي سادت رؤيته؟
خلّف كلٌّ من شوبنهاور ونيتشه بصماتٍ لا تُمحى على وجه الفلسفة الحديثة، غير أن صدى رؤاهما في العالم لم يتردّد بالطريقة ذاتها.
لقد انتصرت أفكارهما في ساحات مختلفة، وبلَغ تأثيرهما أعماقًا متباينة في الفكر والفن والروح المعاصرة.
كان شوبنهاور أحد أوائل من وضعوا الإصبع على الجرح الكامن في قلب الإنسان: الرغبة التي لا تهدأ. وقد وجد سيغموند فرويد في فلسفة الإرادة العمياء أساسًا لما سيُعرف لاحقًا بـ"اللاوعي"، حيث تُحرّك الإنسان قوى دفينة لا يُدركها، لكنها تشكّل سلوكه وتُسيّر مصيره.
أما الموسيقي فاغنر، فقد أسكره تصوّر شوبنهاور عن الموسيقى كنافذة تطل على ما وراء الألم، وألهمه ذلك في إبداع أعماله الأوبرالية الخالدة.
كما أن تولستوي، والمفكرين المتأثرين بالبوذية، وجدوا في تشاؤم شوبنهاور عزاءً يتكئ على الحكمة الشرقية: العالم ليس مكانًا لنحقّق فيه أنفسنا، بل لننجو منه.
رؤية الانسحاب من دائرة الرغبة، والانكفاء إلى الذات، وجدت صداها في الفنون البسيطة، والمدارس الجمالية التي تمجّد الصمت، النقاء، والتقشّف، وتتجاهل ضجيج العالم الخارجي. واليوم، يتردّد صداه في ثقافة التأمل، والتقشّف، وتحرير الذات من استهلاك لا ينتهي.
لكن رغم هذه الجاذبية الهادئة، فإن تأثير نيتشه هو من شكّل ملامح عصرنا بدرجة أعظم.
أفكاره عن تجاوز الذات، وخلق القيم الجديدة، والاحتفاء بالفردية الجسورة، كانت وقودًا فلسفيًا لحركات الوجودية الحديثة مع سارتر وكامو، ثم امتدت إلى ما بعد الحداثة مع فوكو ودولوز. حتى معلمي التنمية الذاتية، وخبراء القيادة، وصنّاع التحفيز الشخصي، يدينون له، وإن لم يقرأوه، بأكثر شعاراتهم رواجًا.
قد يكون كلا الفيلسوفين على حق، ولكن بطريقته الخاصة.
فلا تزال معضلة المعاناة قائمة:
هل يجب اجتثاثها من جذورها بأي ثمن؟ كما أراد شوبنهاور؟
أم أنّها تحدٍّ ضروري يُنضجنا ويصقلنا؟ كما آمن نيتشه؟
وفي نهاية المطاف، يبقى القرار قرارك أنت.
هل تختار طريق الزاهد، الباحث عن السكينة في صمت التأمل والابتعاد؟
أم تنحاز إلى درب المحارب، الذي يحتضن الحياة بكل تناقضاتها، ويجعل من فوضاها مادةً لصياغة معنى جديد؟
ذلك هو التحدّي الذي يتركه لنا شوبنهاور ونيتشه معًا:
أن نواجه الحياة، لا بنظريات جاهزة، بل بخيارات مصيرية تُجسّد من نحن، وتقول – بأفعالنا لا بأقوالنا – كيف نؤمن بالحياة.
ست اقبال اذا سمحتِ بإن أنشر هذه المقالة والترجمة الرائعه على موقع ساحة التحرير
جميييل
شكرا على هذه الترجمة الرائعة التي لم تقتل روح وجمالية النص ♥️