فلسفة كيركيجارد في الحب
كان الفيلسوف الدنماركي سورين كيركيجارد يعتقد أن اليأس يمكن أن يتحول إلى أمل، تحت تأثير الحب، وهي رسالة تلقى صدى في عصر التشاؤم.
فلسفة كيركيجارد في الحب
ترجمة : إقبال عبيد
كان الفيلسوف الدنماركي سورين كيركيجارد يعتقد أن اليأس يمكن أن يتحول إلى أمل، تحت تأثير الحب، وهي رسالة تلقى صدى في عصر التشاؤم.
«أملٌ وافرٌ، في الله... أملٌ وافرٌ، لكن ليس لنا» — هكذا ناجى كافكا صديقه ماكس برود، كأنما يُسجِّل على هامش الوجود تعزيةً مستحيلة. واليوم، لا نجد حتى هذا الأمل. لا رجاء، حتى لنا. إنّه زمن اليأس. زمن الخواء الكبير. ها هي ساعة القيامة، رمز اقترابنا من الهاوية، تُقرع على مشارف النهاية — تسعون ثانيةً فقط تفصلنا عن منتصف ليلٍ لا فجر بعده.
ومع ذلك، فإنّ في هذا القنوط ما قد يكون خلاصًا. فحين يُنتزع الرجاء المصنوع، وتسقط أقنعة الطمأنينة الزائفة، نُجبَر على مواجهة الحقيقة: عاريةً، باردة، لا ترحم. لعلّنا لا نُبعث من رحم الأمل، بل من عمق السقوط ذاته. من قاع الفراغ. ذاك أن اليأس، لا الرجاء، هو ما يوقظنا أخيرًا من وهم النجاة.
تلك هي رؤية الفيلسوف الدنماركي سورين كيركيغارد، الذي عاش في القرن التاسع عشر، وخلّد اسمه كصاحب أعظم تحليل فلسفي لليأس في كتابه الجليل "المرض حتى الموت". ورغم انتمائه الزمني لعالمٍ مضى، إلا أن كيركيغارد أقرب إلى عصرنا من مدينته كوبنهاغن الضيقة، التي لم يغادرها كثيرًا، والتي شهدت عزلته العاطفية، فلم يتزوج ولم يُرزق بأبناء، بل نذر حياته القصيرة — إذ رحل عن اثنين وأربعين عامًا — لكتابةٍ محمومة، ألّف خلالها ما يربو على ثلاثين كتابًا، جلّها وُلد في نوبات من الجنون الإبداعي في ثلاثينيات القرن التاسع عشر.
لا يُذكر كيركيغارد كمجرّد فيلسوف، بل ككائن متعدد الوجوه: ناقدٌ اجتماعي، وعالم نفس، وشاعر، ولاهوتي، ومفكرٌ جمالي، استغرقت كتاباته طيفًا واسعًا من القضايا، من الفن والدين، إلى الإعلام والوجود. لكنه في جوهره كان مشغولًا بالسؤال الأهم: ماذا يعني أن تكون إنسانًا؟ أن تكون ذاتًا محدودة تتأرجح بين الخوف والحرية؟ ولهذا السبب يُنسب إليه، عن جدارة، لقب "أبي الوجودية"، المدرسة التي ترى أن المعنى الحق لا يُطلب في الخارج، بل يُكتشف في الداخل؛ في صراع الذات مع نفسها، وفي قلقها، وفي شجاعتها أن تكون.
ما هي الذات؟ قد يبدو هذا سؤالًا خاطئًا - فعصرنا مهووس جدًا بالذات. لكن كيركيغارد يدعونا إلى التعمق أكثر من الأنا السطحية. هكذا تبدأ رواية "المرض حتى الموت":
الإنسان روح. لكن، ما الروح؟ إنها الذات. وما الذات؟ ليست جوهرًا بسيطًا، بل علاقة. علاقةٌ تربط نفسها بذاتها. أو، بالأدقّ: إنها أن تكون العلاقة، في ذاتها، واعيةً بهذه العلاقة. فالذات ليست مجرّد تلاقي عنصرين، بل هي الوعي بهذا التلاقي. هي أن تكون العلاقة على صلةٍ بذاتها، مراقبةً لنفسها وهي تتكوّن.
الإنسان، إذن، ليس كينونةً جاهزة، بل تركيبٌ مدهش من المتناقضات: هو اللانهائي والمحدود، الزمني والأبدي، الحرية والضرورة. كينونته توليفة، والتوليفة علاقة. غير أن هذه العلاقة، في بدايتها، لا تُنتج ذاتًا. فما لم تَعدُ العلاقةُ إلى نفسها، وما لم تنخرط في وعيها الذاتي، لا يمكن للإنسان أن يُقال عنه إنه أصبح "ذاتًا" بعد.
قد يكون الإغراء هنا أن نُسدل الغلاف ونمضي، مثقلين باليأس، لكنّ هذا — على الأرجح — جزء من حيلة كيركيغارد المقصودة. فهذا الكتاب ليس عرضًا نظريًا لليأس، بل تشخيصًا حيًّا لحالةٍ متأصّلة، وأنتِ — أنت، القارئ — المريض.
ما يريد كيركيغارد أن يهمس به، وربما أن يصرخ به، هو أن الذات — تلك الذات الروحية العميقة — عصيّةٌ على الاكتشاف. إنها لا تُمنح بسهولة، بل تُنحت بالألم، وتُطلب في التيه. ولذا، فهو لا يقدّم لك طريقًا، بل يزجّك في متاهة. يريدك أن تيأس. أن تبحث وتخيب، أن تطرق أبواب الذات فلا يُفتح لك سوى الصدى.
وكأنه يذكّرك، حين يخفت صوتك في دهاليز النفس، بتلك العبارة المدوّية: "إن الخطر الأعظم — وهو فقدان الذات — قد يمرّ بهدوء كما لو لم يكن شيئًا؛ بينما تُلاحظ خسائر أقل شأنًا — كذراعٍ مبتورة، أو ساقٍ مفقودة، أو بضع دولارات، أو حتى زوجة — بكل وضوح."
فالفقد الأشد لا يُبكينا، بل يُذهلنا في صمت.
ولكن، كيف تُنقذ الذات الروحية؟ كيف يُستعاد ذاك الكيان الهارب إلى الغياب؟ للإجابة، لا بد من الرجوع إلى العمل التوأم لكيركيغارد: مفهوم القلق. في هذا النص، يُقدّم القلق — أو الهمّ — لا كعرضٍ مرضي، ولا كعاطفة سلبية ينبغي التخلّص منها، بل كالبوصلة التي تميّزنا ككائنات روحانية.
الإنسان، على خلاف الحيوان — الذي لا يُعدّ ذاتًا بحق — مُثقلٌ بإدراكه الحاد لاحتمالات لا تُعدّ ولا تُحصى، خيارات بلا نهاية حول كيف يمكن أن يحيا. وهذا الإدراك، في حد ذاته، هو منشأ القلق.
يُشبّه كيركيغارد هذا القلق بـ دوار الحرية، كما لو أن المرء واقفٌ على حافة هاوية، يحدّق في الفراغ السحيق لإمكاناته اللامحدودة. هذه الهوة، التي تُرعب وتفتن، هي صورة الإمكانية ذاتها. فحيثما وُجدت الإمكانية، وُجد الخيال، والرغبة، واللهفة لأن نكون.
وباختصار، عند كيركيغارد: الله هو أن كل شيءٍ ممكن. الإمكانية المطلقة هي تربة الألوهية، ومَن يتلمّس هذه الإمكانية، يتلمّس الله — لا عبر السماء، بل من عمق الوعي القَلِق.
حين نفتقر إلى الإمكانية، لا يبقى لنا سوى أن نحيا تحت سطوة الضرورة المطلقة، لحظةً تلو لحظة، كما تفعل الحيوانات. أو نغرق في عالمٍ تافه، مُسطّح، لا يتجاوز قشور الحياة. وهذا، في عيون كيركيغارد، هو انعدام الروحانية بعينه.
الذات التي فقدت روحها، لا تصرخ، ولا تنتحب، بل تهدأ في التفاهات. تعيش كما لو أن كل شيءٍ على ما يرام، دون أن تدري أنها في عمق اليأس.
وهذه الحالة ليست بعيدة عنا — بل إنها صميم ما نحن فيه اليوم. يتجلى انعدام الروح في نزعةٍ عقلانيةٍ علموية تُقصي كل ما لا يُقاس، وفي ابتذال ثقافة الاستهلاك، وفي طوفان المُشتتات الرقمية التي تُبعدنا عن أنفسنا.
يتساءل كيركيغارد بمرارة: عمّا نُشتت انتباهنا؟ لولا هذه الملهيات، لاضطررنا إلى التحديق في الفراغ الذي يسكن أعماق حياتنا. ولولاها، لما كان أمامنا من مهرب سوى اليأس.
لكنه لا يرى في هذا الشر نهاية، بل بداية. فكلما اقتربنا من اليأس، اقتربنا من الشفاء. لأن من يرى هاويته، لا يعود قادرًا على إنكار حاجته إلى الخلاص.
يُميّز كيركيغارد بين نوعين من اليأس الواعي بذاته — وكلاهما، على اختلاف صورته، ابتهالٌ صامت من الذات إلى ما لا تجرؤ على تسميته خلاصًا.
النوع الأول هو يأس عدم الرغبة في أن نكون أنفسنا. هنا لا يكون الهروب من الذات فعلًا واعيًا بالذات، بل محاولة خفية للتخلّص من عبء الهوية. فنحن لا نرغب في أن نكون نحن، نحتقر كينونتنا، نتوق أن نُستبدل بشخصٍ آخر — ربما وجهًا شهيرًا على الشاشة أو صوتًا مسموعًا في قاعة البرلمان.
لكن المفارقة أن هذه الرغبة — في التخلّص من يأسنا — لا تُنقذنا، بل تُغذّي الحريق، وتزيد حرارة المرض الكامن في عمق الذات. كيركيغارد يسمّي هذا التدهور بـ "الحمّى المتصاعدة في مرض الذات هذا"؛ حيث تصبح محاولة الشفاء جزءًا من العلّة.
أما النوع الثاني فهو أكثر مراوغة: يأس الرغبة في أن نكون أنفسنا — ولكن في اليأس. هنا، يبدو الأمر وكأننا نُمسك بالذات، نتمسك بها، بل نُعلن ولاءنا لها... لكننا في الحقيقة نُمسك بصورةٍ عنها، لا بالحقيقة نفسها.
نبتكر نسخة محسّنة، أنظف، أشجع، أقل يأسًا من ذواتنا، ونصرّ على أن نكون هذه النسخة — لا الذات الحقيقية. فنقول، مثلًا: "سأكون رئيسًا للوزراء"، "سأصبح ما يستحق أن يُحبّ"، بينما الذات الأصلية تُستبعد بصمت. وما لم نتصالح مع هذه الذات العارية، لا مع خيالها، فإننا لا نقترب إلا من يأسٍ أشدّ.
فحتى التماهي مع الذات، إذا لم يكن صادقًا، قد يكون شكلًا مُقنّعًا من أشكال الفقد.
ومع ذلك، لا يُولد الإيمان من الرخاء، ولا ينبثق من الطمأنينة، بل لا يُولد إلا عند الحافة، عند أقصى درجات التطرّف، حيث تتلاشى كل الإمكانيات البشرية، وتغدو النجاة مستحيلة.
هناك، في قلب العجز، يهمس كيركيغارد بالحقيقة: "كل شيء ممكن عند الله".
حين ينهار العالم، وتنعدم الحيلة، وتصبح الهزيمة من وجهة النظر البشرية أمرًا محتومًا، لا يبقى سوى الإيمان — لا كعزاء، بل كقفزة. قفزة في المجهول.
فالمؤمن لا يستند إلى منطق، بل يسلّم أمره لإلهٍ يعرف تمامًا أن كل ما هو غير ممكن للناس، ممكن له. يُسلم، وهو يعلم أن مصيره، بحسب كل حساب بشري، هو الهلاك بعينه. ومع ذلك يؤمن.
هذا، كما يصرّح كيركيغارد، غير منطقي. بل هو، في حدّ ذاته، فقدانٌ للعقل. فأن تؤمن حقًا، يعني أن تتخلى عن استنادك إلى المنطق، إلى الحسّ، إلى القانون الطبيعي، وتضع ثقتك في المستحيل، في الغيب، في الله — الذي تتجاوز إرادته كل القوانين.
هل ترغبين أن أختتم هذا القسم بتلخيص وجودي لمفهوم الإيمان عند كيركيغارد، كما يتجلّى في "الخوف والارتعاد" و"المرض حتى الموت"؟
يعقد كيركيغارد إعجابًا عميقًا بسِفر أيوب التوراتي — قصة الخادم المُبتلى، الذي ظلّ على ولائه لإلهٍ متقلّب، غامض، عصيّ الفهم، رغم الألم والعوز والخذلان. أيوب الذي قال، متحديًا الظلام: "وإن قتلني، فسأثق به".
لكن كيركيغارد لا يفرض علينا إيمانًا دينيًا تقليديًا كي نفهم منطقه. فحتى من لا يؤمن "بالرب" قد يجد نفسه مُنسجمًا مع هذا الصوت الداخلي حين يشتدّ عليه اليأس.
ففي لحظات الانكسار، أليس ما نبحث عنه — بشغف مضمر — هو الإمكانية؟ أليس في لحظة السقوط، حين يغدو العالم خاليًا من الجدوى، تتسلّل الموسيقى إلى أعماقنا فجأة، أو يلمع عملٌ فنيّ في عتمة الروح، فيفتح لنا نافذة خيالٍ جديدة، كما لو أن الحياة تنبض مجددًا من حيث لم نعد ننتظر؟
في هذا الانفتاح على الممكن، تنبعث الرغبة، وتنهض الإرادة من الرماد.
إن الإيمان، في جوهره، ليس تصديقًا جامدًا، بل حركة نحو المعنى — فعل إرادي في وجه العبث، تَصديقٌ، رغم كل القرائن، أن الحياة ليست عبثًا، وأن لها غاية تُخصّنا. هذا وحده، في نظر كيركيغارد، هو الإيمان الحقيقي: أن نؤمن بما لا يُرى، لا لأننا تأكدنا، بل لأننا اخترنا أن نُصدّق.
في النهاية، فإنّ الخلاص من اليأس — ذاك المرض الصامت الذي ينخر الذات — لا يُفرض من الخارج، بل هو اختيار شخصي، واختبار وجودي لا يُمكن تفويضه. كيركيغارد يُسلمنا هذه الحقيقة كما تُسلَّم الجمرات باليد العارية: وحدنا نقف، وحدنا نقرّر.
غير أن الفكرة التي كثيرًا ما يُؤخذ بها عليه — فكرة الفرد المنعزل الواقف أمام الله بخوفٍ وارتجاف — ليست بالبساطة التي تبدو عليها. حتى بعض الوجوديين، مثل كامو وسارتر، رأوا فيها تخليًا عن الجماعة باسم الزهد، وتطرّفًا فردانيًا يختزل الإنسان في خلوته.
لكن مَن يغوص في كتابات كيركيغارد المتأخرة، خاصة تأملاته في محبة القريب، يرى وجهًا آخر لرؤيته. هناك، يُعيد تعريف الحب لا بوصفه عاطفة لحظية، بل علاقة ثلاثية: إنسان – الله – إنسان.
الله، في هذه العلاقة، ليس مراقبًا من بعيد، بل المصطلح الأوسط — الرابط الخفي الذي يجعل من محبة الله شرطًا لمحبة النفس، ومن محبة النفس بوابةً إلى محبة الآخر. كتب: "لأن محبة الله هي محبة الذات بصدق؛ ومساعدة إنسان آخر على محبة الله هي محبة إنسان آخر؛ وأن تساعد إنسانًا آخر على محبة الله هو أن تُحَب."
فإذا كان الله، في فلسفة كيركيغارد، هو كلّ الإمكانيات، فإنّ محبة شخصٍ آخر، بكل ما فيه من غموض وتناقض وعدم اكتمال، هي أن نراه كما يراه الله: كيانًا مملوءًا بإمكانات غير متحققة بعد.
أن نُحبّ، إذن، هو أن نؤمن بأن الآخر قادر على أن يصبح ذاته الحقيقية. أن نُحبّ هو أن نرجو.
وكيركيغارد، الذي ابتدأ فلسفته باليأس، يختمها بالرجاء: "أن نتمسك بإمكانية الخير هو أمل."
وبهذا، يعود الأمل — لا كعاطفة هشّة، بل كقرار وجودي، كفعلٍ من أفعال الإيمان.
طالما رفض بعض الفلاسفة الأمل، واعتبروه ضربًا من الوهم المهذّب أو الاستسلام المقنّع؛ حالة من الخمول العاطفي تتغاضى عن صراعات الحياة الضرورية، وتتواطأ مع الركود ضد الوجود نفسه. ألبير كامو، على سبيل المثال، وصف الأمل بـ*"التهرّب المميت"*.
لكن هذا الحكم لا يشمل الجميع. وحده غابرييل مارسيل، الفيلسوف الوجودي الفرنسي، خرج من بين الأنقاض المشتعلة للحرب العالمية الثانية حاملًا شعلةً صغيرة من الرجاء، مؤمنًا بأن الأمل ليس نقيضًا للوعي، بل حليفًا له.
في كتابه "مقدمة إلى ميتافيزيقا الأمل", يعيد مارسيل صدى كيركيغارد، فيكتب: "أن تُحب أحدًا هو أن تتوقع منه شيئًا ما — شيئًا لا يمكن تعريفه ولا التنبؤ به؛ وفي الآن ذاته، وبطريقةٍ غامضة، تمكينه من أن يُحقق هذا التوقع."
الحب، بهذا المعنى، ليس مجرّد عاطفة، بل فعلُ إيمانٍ خالص: أن تضع رجاءك في آخر، أن تفتح له باب الإمكان، أن تراه كما يمكن أن يكون، لا كما هو. يُسمّي مارسيل هذا التوجّه "الإخلاص الإبداعي" — تلك الهِبة السرّية التي نُقدّمها للآخرين من أعماقنا، سواءً في الحب، أو في الصداقة، أو في العمل الإبداعي.
وعندما نفعل ذلك، نلمس الذات الروحية، تلك التي لا تُكشف إلا حين نُخرج أنفسنا من انغلاقنا، ونتاح — بكامل الوعي — للآخر. فمعنى "الأنا"، كما يرى مارسيل، لا يتحقّق إلا بالقدر الذي نُكرّس فيه وجودنا للغير، عبر المحبة المتبادلة، والإخلاص، والوفاء، والحضور الحي.
هكذا، يتحوّل درب اليأس — بتعرجاته وظلماته — إلى ممرٍ سرّيٍ يقودنا إلى ذاك اللقاء الموعود: لقاء الآخر الذي نُعلّق عليه كل رجائنا.
أو كما كتب مارسيل في توسّلٍ مؤثّر: "أرجوك… من أجلنا."
أولا شكرا لتفانيك في كتابة مقال كبير كهذا، أود أن أشير إلى أنه من الأفضل أن يكون الخطاب موجها للجميع